أحداث 24 ساعة

عن قضية التمويل الأجنبي أتحدث






   ظني أن قضية التمويل الأجنبي سياسية جملة وتفصيلا, وهي بترتيب كامل بين الامريكان والعسكري لتحسين صورة الأخير شعبيا عندما يرفض التدخل اﻷجنبي. والهدف‏ الخفي هو إقناع قاعدة شعبية أكبر يوما بعد آخر بوطنية العسكر عن كل الموجودين على الساحة السياسية, فالأمريكان يفضلون العسكر عن اﻹسلاميين وعن أي قوة وطنية مدنية تتخذ من الشعب مصدرا لوجودها, ورغم ان السياسة ليست صداقات دائمة بل مصالح دائمة. فلو خير الامريكان بين العسكر وغيرهم ليكونوا على رأس السلطة في مصر, سيختارون العسكر ﻷسباب عديدة اهمها إرث علاقاتهم بنظام مبارك بكل مافيه من تعقيدات, ومحدودية علاقتهم بالإسلاميين واستمرار مرحلة الاختبار المتبادل بين الطرفين, حتى لو قدم الاسلاميون كل فروض الولاء والطاعة, سيظلوا موضع قلق بالنسبة للأمريكيين.


   النقطة الأخرى في قضية التمويل, تمثلت في توريط منظمات وشخصيات مصرية في اللعبة لتشويه صورتهم وتوجيه ضربة تقعدهم عن مواصلة أي دور لكشف مايحدث من تجاوزات في حقوق الانسان اوغيرها بما يدين العسكر القابضين على السلطة. وجندوا في تلك اللعبة الغير شريفه الوزيرة فايزة ابو النجا, ومعها بعض المتطوعين دائما للتطبيل للسلطة, على رأسهم مصطفى بكري ليكيل الاتهامات لكل نشطاء المجتمع المدني وينافق أسياده الـُجدد. وبعد تحويلهم الملف للقضاء لحبك الجانب الدراماتيكي, سار القضاء بشكل طبيعي ما ادى الى التلويح بإدانات للمتورطين, هنا علت نبرة بكري وتزايدت مزايداته وتلميعه ﻷحذية العسكر, وخانه ذكاؤه فاتهم البرادعي كما شاهدنا. ولما صدر قرار منع الأمريكيين المتهمين من السفر, استشعرت الولايات المتحدة جدية القضاء في إمكانية توجيه إدانة, وطلت علينا هيلاري كلينتون من يومين بقولها ان القضية ستحسم قريبا جدا, وتنحت المحكمة عن الاستمرار, ثم يتم رفع قرار حظر السفر عن الامريكيين, ونفاجأ أمس وسط ذهولنا جميعا بطائرة أمريكية- قيل انها عسكرية- تحمل المتهمين لأميريكا!!!

    بعد واقعة نقل الطائرة للأمريكيين تأكد الجميع أن القضية سياسية بالأساس, حتى من كانوا مترددين في استيعات هذه القراءة او حتى تصديقها. مايهمني في قضية التمويل,الى متى سيظل تجنيد المنافقين امثال بكري للتمثيل بمواقف وسمعة المصريين فقط لتحسين صورة اصحاب السلطة, سابقا مبارك ولاحقا المشير ورفاقه, فقط للحفاظ على مكاسبه المالية التي لولا الفساد ماجناها, وفي الطريق يعرضون سمعة القضاء للتشكيك وهز صورته أكثر كواحدة من اهم مؤسسات السلطة السياسية في الدولة رغم ماعليه من مآخذ في السابق. أين بكري تحديدا الان بعدما باع العسكرالقضية للامريكان, وهوالذي يبيع ويشتري في أي مصري لكسب ود العسكر؟! من هم العملاء الآن؟! هل ستدافع عنهم ايضا لكن من زاوية جديدة تطل بها علينا بوجهك القبيح مرة اخرى؟! انتهى


________
ملاحظة:
المقال السابق، تجميع لعدة تغريدات كتبتها كرأيي منذ ساعات عن الموضوع على موقع تويتر.

الرابط على جريدة الشروق، هنـــــــــا

2 تعليقات القراء:

Beram ElMasry يقول...

حبيبي وصديقي الودود قلم رصاص حي
افتقدتك كثيرا وافتقدت متابعتك وتعليقاتك, لاني لم انشر من شهرين لان من يكتب وينشر لي انشغل عني بمشاغل الحياه
انظر تعليقاتك, وافتقد ودك
تحيه وسلام ولاسلام مع بني اسرائيل

قلم رصاص يقول...

أحبك الذي أحببتني فيه يا أستاذنا, منورني والله, واعانك الله وامدك بوافر الصحة ولا حرمنا من مداد قلمك المخلص للوطن

D:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting