أحداث 24 ساعة

عندما تنفصم اﻵراء!






     ترويج البعض منا لضرورة ترك الحرية للشعب في الاختيار،  فقط عند الحديث عن الاسلاميين بشكل عام( إخوان وسلفيين وغيرهم).. ثم التخوين واﻹتهام بالعمالة أحياناً عند الحديث عن التيارات الليبرالية.. ماذا نسميه؟!
أليس إزدواجية في المعايير؟!!!

    أنا كمواطن مصري عادي.. مسلم سني، عندما أعارض، من وجهة نظري، دخول المتحدثين باسم الدين الى السياسة.. لا اقصد الطعن في شخوصهم أو التشكيك في إنتمائهم وولائهم للوطن.. بقدر معارضتي لفكرة خلط الدين بالسياسة ذاتها. وهي فكرة لها وجهاتها ومؤيدوها ولهم في هذا أسانيدهم التاريخية والدينية ومعطياتهم السياسية الماثلة على اﻷرض. وانا انطلق برأيي هذا من ركيزه أساسية، هي ايماني بحق كل مصري في الحصول على حقوقه وتحمل واجباته في كل الميادين.. بما فيها السياسه نفسها. فانا أؤمن بحقهم في الممارسة كمصريين مثلهم مثلي، لكن من حقي أن أقبل أو أرفض أفكارهم واطروحاتهم، هذه واحده!

   على الجانب الأخر، يجب أن نكون منصفين بالقول. فأنا أرى- والواقع يؤيد كلامي- أن الإخوان هم أكثر فصيل في التيار الاسلامي جله إن لم يكن كله، معرفة بواقع البلد السياسي. فلهم فيها باع وخبرات قديمة.. منهاماهو من واقع الاهتمام بالسياسة في المراحل المتأخره من عمر مشروع الجماعة، ومنها ماهو مكتسب على أرض الواقع.. خاصة إستحقاقات برلمان 2005م

  الرفض لخلط الدين بالسياسة، لايعود فقط لرفض الفكرة أوﻷيديولوجيات، بقدر مايرجع لممارسات مرفوضه من جانب المؤمين بها والقائمين علي الترويج لها.. من اللعب على مشاعر الجماهير العريضة الغير مسيسة بأن تطبيق الشريعة فيه الخلاص الوحيد من مفاسد السياسة.. دون أن يشرحوا لنا مفهومهم عن الشريعة هنا. هل يقصد به إقامة الحدود مثلا؟! هل يعيرون اهتماماً للفرق بين الأحكام الكلية والمسائل التفصيلية للشريعة؟! هل الشريعة لديهم، شريعة مقاصد أم شريعة وسائل؟! ماذا عن موقفهم من بعض القضايا الشائكة، مثل موقفهم من تقلد غير المسلم سدة الحكم؟! اﻷمر الذي يأخذنا لمسألة أعمق، وهي قضية المواطنة بما تعنيه من العلاقة بين المسلمين والأقباط ومدى المساواة فيما بينهم كمواطنين ينتمون لنفس البلد! ويحضرني قول حاسم في هذه المسألة لرجل دين تجله كل التيارات السياسية والفكرية والدينية، بل تجاوزت شعبيته كل الحدود لتعم العالمين العربي والإسلامي، العلامة محمد متولي الشعراوي، حين قال: أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، لا أن يصل أهل الدين إلى السياسة.

    إذا نحن متفقون على حق كل مصري في العمل بالسياسة، مهما كان انتماؤه بشرط عدم التخوين والتخويف. لكن هذا لايسلب كُلِ الحق في مناقشة أفكار اﻷخر ومقارعة الحجة بالحجة.. طالما سيعمل الجميع تحت ظل نفس القواعد الحاكمة للعملية السياسية. فأنا رغم اختلافي مع دخول التيار اﻹسلامي للعمل في السياسة، أؤكد مرة أخرى أن الاخوان يفهمون قواعد اللعبة، على عكس السلفيين الذين يفتقدون لكل مقومات العمل بالسياسة، بدءأ من رصيدهم فيها المساوي للصفر، ووصولا لتشددهم وفكرهم القائم على اﻹقصاء بشكل أكبر بكثير من الإخوان.

     والحقيقة أن أخطر مايزعجني من دخول التيار الإسلامي للسياسة، هو ممارستهم لما يمكن تسميته تزوير الوعي عند أكبر شريحة غير مسيسة في المجتمع وإعدادهم لمرحلة قادمة يصورونها لهم بما تشبه الحرب مع أعداء الله على أرض مصر، ولنا في غزوة الصناديق الشهيرة خير دليل حي.!

    بكل أسف، الخط العام للتيار اﻹسلامي المطروح بقوة على سطح الأحداث، يبدو لي متأرجحاً.. ويبني مواقفه على ردود أفعال الآخرين. وكنت آمل ان يكون لديهم طرح متكامل أو بديلاً منافساً للأفكار الأخرى على الساحة من التيارات الليبرالية واليسارية وغيرها. لكن الصورة تؤكد أننا بصدد صراع مستميت على السلطة، يتجاوز كل المشاريع السياسية.. بل ويتجاوز مصلحة الوطن في أحيانِ أخرى.

وللحديث بقية

9 تعليقات القراء:

وظائف مصرية يقول...

مدونة ممتازة ومقال رائع شكرا لك ...

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
اوافقك اخى فى جزء كبير من طرحك
ويكفينى ما نقلته من قول الشيخ الشعراوى رحمه الله
أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، لا أن يصل أهل الدين إلى السياسة.
اتمنى ان نصل الى بر امان قبل ان تغرق السفينة فاشرعتها اوشكت ان تتهاوى
دومت بخير

غير معرف يقول...

هو نغمه التخوين سادت .... والنخبه اصبحت مقززه

متابعه .....

sony2000 يقول...

عندك حق فعلا

وظيفة مصر يقول...

مدونة رائعة وكام مميز شكرا لك ..

وظائف مصرية يقول...

مدونة ممتازة و كلام رائع شكرا لك...

وظائف الامارات يقول...

موفقك يا اخي شكرا لك

وظائف شاغرة في السعودية يقول...

اعجبتني مقالتك شكرا لك

وظائف يقول...

مدونة جميلة شكرا لك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting