أزمة النقل في مصر !

لا أدري ماذا يحدث في مصر بالتحديد ، تسود البلد حاله من التخبط الشديد طيلة الفتره الماضيه في شتى الإتجاهات. ولا تتورع وسائل الإعلام عن تسميم الأجواء وإفساح المجال للقيل والقال على أشياء إن تُبدى لنا تسؤنا . كل يوم تطفو على سطح مصر إشاعه منسوبه لنفر من مشاهير السياسه والفكر والدين سرعان ماتتحول بفعل سوء النيه وتعمد الإساءه للأخرين إلى أزمه تشطر الناس إلى فرق متناحره ثم ندخل في دوامه ومسرحيات هزليه نكتشف فيما بعد أن لا أساس لها من الصحه.

إننا بحق نعيش أزمة نقل على أرض مصر ، ولا أعني بالنقل هنا .. الوزاره التي يتغير وزيرها كل فتره بعد الكوارث والحوادث التي تحدث في عهد سابقيه .. وإنما أقصد بالتحديد ، نقل وتناقل الأفراد والمؤسسات الإعلاميه للتصريحات والأراء عن شخصيات عامه وهامه في مجالاتها ، وتعمد الإلتفاف على حقيقة ماتحمله هذه الأراء إما عن عمد لتحقيق مآرب شخصيه أو عن جهل بالحقيقه لحديث هنا واخر هناك بهدف إدعاء بطوله أو كسب شهره مزيفه .

وأبرز الوقائع سخونه على الساحه ، التصريح المنسوب للأستاذ محمد حسنين هيكل بإتهامه الرئيس السادات قتل الزعيم عبدالناصر بفنجان القهوه المسموم . فقد هاجت الدنيا وماجت على الرجل وتم اقتتضاب ومن ثم تزوير وتحوير كلامه عن عمد من قبل معظم وسائل الإعلام على غرار ولاتقربوا الصلاه .. وتأثر بهم الكثيرون من المثقفين والعامه. وأقول لكم هذا ، لأنني شاهدت الحلقه بنفسي التي لم يحدث مطلقا أن ألصق هيكل  هذه التهمه للزعيم السادات.فالعكس هو الصحيح ، فلم يقل سوى أنه سمع في حينه إشاعه تقول بدس السادات للسم في فنجان القهوه لعبد الناصر.وأضاف أنه شخصيا لايصدق هذا الكلام الغير منطقي ولايعتقد أن يقدم السادات على فعلته هذه .. حتى من الناحيه الإنسانيه القويه التي كانت تربط الرجلين.

وسرعان ماهدأت العاصفه التي صاحبت هذا الموضوع ، حتى لاحت لنا في الأفق زوبعه جديده.بطلها هذه المره الداعيه الإسلامي الكبير الشيخ محمد حسان ، الذي إُتهم هو الأخر بإصدار فتوى لتحطيم الآثار وأحقية الأفراد بالاحتفاظ بما يعثرون عليه من ذهب ومعادن في باطن الأرض التي يملكونها. وكالعاده ، تم تحريف وتزوير الكلام لإحداث البلبله والتشويش على المجتمع بموضوعات لاناقة لنا فيها ولاجمل وكذلك الإضرار الشخصي بالرجل . وهو بالفعل ما حدث ، حيث طالب الأثريون بمحاكمة الشيخ حسان ، وشًبه المثقفون فتواه بما فعلته حركة طالبان مع تماثيل بوذا ، واتهمه آخرون بتحليل سرقة الأثار الخ الخ الخ !

فكل هؤلاء قالوا ماقالوه وتسرعوا في الحكم على الرجل ، الذي ظهر في مداخله هاتفيه بكل أدب واخلاق جمه على برنامج 48 ساعه بقناة المحور اليوم منذ ساعه تقريبا ، ونفى الكلام المنسوب اليه بشكل قاطع ومقنع للغايه .فقال : أنه لايملك دليلا على قيام عمرو بن العاص والصحابه الكرام بتحطيم الأثار بعد الفتح الإسلامي لمصر.. بدليل أنها مازالت موجوده إلى الأن.وسمعته بنفسي يؤكد أن هذا مايدين لله به وكله قناعه أن الأثار ليست ملك لأي فرد والدوله المصريه من باب أولى ، وانما هي ملك لكل الحضاره الإنسانيه عبر العصور.

ماذا يحدث في مصر؟ متى سنحترم أنفسنا ونتحرى الدقه قبل أي كلمه ننطق بها عن الآخرين ؟ نحن نحتاج بالفعل إلى وقفه مع النفس لضبط النفس .ويجب أن ندرك جميعا أن الأيام دول ، وعلى الباغي تدور الدوائر.

أُنهي كلامي ، بإقتباس جمله يبدو أنها باتت المشهد الحقيقي الوحيد الأن في مصر :

من فضلك إحترس .. مصر ترجع إلى الخلف !

_______

تقبلوا تحيتي