وعود الوطني ، ديون علينا !

منذ مايزيد على ربع قرن ، ُيولد المصري (البسيط) سياسيا ويجد نفسه لامفر أمامه سوى الانتماء للحزب الوطني (الديمقراطي) الحاكم . إما رهبه أو رغبه ، وإما عن جهل بالتيارات الأخرى .. وإما وهو الأهم ، حسب ماتؤكده أوراق وجداول وزارة الداخليه .. وهي خبيره في ذلك .

ونتيجه طبيعيه لهذا الوضع العجيب ، غالبية المصريين ينتمون للحزب الوطني .والسؤال إذن ، هل يحترم هذا الحزب إرادة هؤلاء الناس ورغبتهم في الحياه؟ الإجابه بالطبع معروفه للجميع . فلايوجد تمثيل كلي ولاحتى نسبي للمصريين داخل البرلمان إلا من رحم ربي . فالعضوية يتم توزيعها على الحيتان من رجال الأعمال ، والوزراء وكبار رجالات الدوله في شتى المجالات الحيويه .. مما ترتب عليه ظهور نواب القروض والعبًاره والقمار والدم الفاسد(رغم تبرئة ساحته) وتجارة الأراضي والعلاج على نفقة الدولة وغيرها وغيرها.

لماذا يُصر الحزب الوطني على اختيار وجوه لايعرفها ولايشعر بها واحيانا يكرهها الناخبون؟!!! أليس من مصلحة هذا الحزب تجنبا لسخط الناس على الأقل ، إختيار ولو بعض المرضي عنهم شعبيا؟!!!

دا ئما توعدون بالإصلاح واختيار الأفضل وتخلفون وعودكم ، ويدفع المواطن البسيط الثمن !

أشعر أحيانا بوجود غباء سياسي مُستحكم في بعض الدوائر الانتخابيه على الأقل في محيطي الضيق . دائما وأبدا يختار الحزب مرشحيه من الفئات  القادره على دفع التبرعات المليونيه لخزينة الحزب مما يعد في نظري عملية غسيل أموال سياسيه  تتم في دوائر الحكم وعلى عينك ياتاجر، دون اعتبار لأي عرف ولا قانون ولا حتى وازع من ضمير.

وبكل أسف من لم يحالفه حظه ويختاره الحزب الحاكم على قوائمه ، ستكون فرص مروره لمجلس الشعب ضعيفه الى أبعد حد باستثناء الذين ُيسمح لهم ببعض الكراسي لزوم الشو الإعلامي لإدعاء وجود ديمقراطيه على أرض هذا الوطن.

نداء إلى الحزب الوطني الحاكم وكل الإصلاحيين والمنتمين لمايسمى بالفكر الجديد والمحسوبين على التغيير المنشود والمطلوب شعبيا بكل قوه ، أتمنى أن تبدأوا الإصلاح من الداخل ان أردتم البقاء، واختيار من سيظلون الى جوار الناس ويجدون حلولا لمشاكلهم وعوزهم ،  بدلا من هؤلاء أصحاب مزارع الأرانب (الملايين) الذين لاهم سوى اتخاذ الحصانه البرلمانيه درعا للدفاع عن مصالحهم الشخصيه الضيقه ، وليذهب الوطن الى الجحيم.!

_______________

وكل خمس سنين واحنا طيبين ^_^