ربنا يزيد ويبارك !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما ماتتحجج الحكومات المصريه المتعاقبة ومن قبلها النظام الحاكم وكل المحسوبين على الدوائر الرسمية ومن يسيرون في فلكهم وروتينهم اليومي ، بأن الزيادة السكانيه هي أهم أسباب معوقات التنميه في بلادنا المحروسه.

ضاربين عرض الحائط بكل الأراء المعارضه لهم في هذا الشأن لتغطية الفشل المستمرفي معالجة استراتيجيات التنميه الإقتصاديه والمجتمعيه على مر العقود الماضيه ، وناسين متناسيين متعمدين لنماذج الدول الكثيفة السكان وحولت مايمكن تسميته عبء الإنفجار السكاني لديها الى ميزة نسبيه قامت بإستغلالها وتفعيلها في الخطط بعيدة المدى للتنميه في هذه الدول .. والتي تحولت بقدرة قادر الى كيانات اقتصاديه عملاقه .

على رأس تلك الدول بالطبع ، الصين .والتي يزيد تعداد سكانها كما نعلم جميعا على مليار ومئتي وثمانين مليون نسمه.والتي تعد الأن صاحبة خامس أكبر إقتصاد في العالم .والهند التي يزيد تعداد سكانها هي الأخرى على الميار ومئة مليون نسمه والتي بدأت مشروعها للانطلاق نحو التنميه مع مصر في الستينات ، انظروا لها الأن ولمصر وستعرفون الفارق الشاسع.فقد تحولت هي الأخرى لكيان اقتصادي عملاق ويكفيها ريادتها العالمية في مجال حلول وبرمجيات الحاسب الألي وتصدر مخرجات هذه التكنولوجيا بعشرات المليارت من الدولارات سنويا.

ولايمكننا ونحن نتحدث في هذا الشأن ، ألا نذكر المعجزة الإقتصاديه الكبرى في القرن الماضي .وهي اليابان ، التي يفوق تعداد سكانها المئه وثلاثين مليونا ، فقد خرجت من الحرب العالمية الثانيه مستسلمه ..مهزومه هزيمه ساحقه ومدمره تدميرا شاملا جراء ضربها بالقنبله النوويه . ولم يكن لديها في مطلع الخمسينات أي بنيه تحتيه ولا موارد طبيعيه وتتكون البلاد من مجموعه من الجزر في منطقه مليئه بالزلازل والبراكين .. لم تتحجج بكل ظروفها المحيطه بها كي تبرر الفشل في الحرب ومابعدها. بل أوصدت مصراعي الباب على نفسها وعكفت على العمل حتى أصبحت ثاني أقوى إقتصاد على وجه المعموره . فهؤلاء البشر دينهم وحياتهم هي التفاني والإخلاص في العمل .ولايعنيهم سوى أن تظل سمعة اليابان خفاقه عاليه في كل بقاع الأرض . يكفي أن رئيس أكبر شركه سيارات يابانيه وفي العالم "تويوتا" قدم إعتذارا رسميا في الكونجرس الأمريكي أثناء استجوابه بعدما ظهرت بعض العيوب الفنيه في سيارات الشركه في الولايات المتحده مما تسبب في بعض حوادث السير على الطرق.واعتذر الرجل وقرر سحب ثمانية ملايين سيارة تويوتا من مختلف أسواق العالم لمجرد ظهور هذا الخلل الفني ، وذلك حفاظا على سمعة ومصداقية وجودة المنتج الياباني في كل مكان.

أما نحن ، فلنا الله من قبل ومن بعد

واترككم مع هذا الكاريكاتير الذي قمت برسمه من عدة سنوات فقررت الإطمئنان عليه من فئران الزمن وقلت لنفسي أضعه بين أيديكم بالمره خلال هذا البوست .. وأظن أنه يتناسب مع محتواه الى حد بعيد.!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقبلوا تحيتي

قلم رصاص