أحداث 24 ساعة

ماذا علينا فعله في الذكرى الثانية للثورة؟!





بدون أدنى شك أنا في قلب المطالبين بضرورة إستكمال أهداف الثورة بشتى السبل السلمية، لكني أمام الدعوة لإقامة مجلس رئاسي مدني من جانب بعض قيادات جبهة الإنقاذ، وهو الأستاذ كمال أبو عيطة، أجد أننا أمام صورة ذهنية قد تدفع في اتجاه فوضوي. ورغم خلافنا العميق جدا مع الإخوان ورئيسهم محمد مرسي، فأنا لست مع الدعوات لإسقاطه بأي حال من الاحوال، لأنه ببساطة ستجر هذه الخطوة الويلات على حالة الإستقرار السياسي والمجتمعي التي نحاول الوصول لها بشق الأنفس. والأكثر خطورة في ظني، ان وضع شرعية مرسي على حد السيف، لن تضر مرسي نفسه بقدر إضرارها المستقبلي بمقام الرئيس الذي سيأتي بعده حتى ولو كان وفق أنزه طرق وضمانات الممارسة الديمقراطية عبر الصندوق. شرعية مرسي تتآكل شعبيا يوما بعد آخر، فلندع الوقت يحسم الأمر ومعه الشعب من خلال الصندوق.. وإلا كما انحنى العالم احتراما واعجابا لثورتنا في أيامها الأولى، سنصبح أضحكوته في كل ذكرى لتلك الثورة. وقبل كل ذلك، الوطن لم يعد يتحمل أن تسيل نقطة دماء مرة أخرى...!!!

فلتكن جولتنا الجديدة اليوم للضغط على النظام ليعدل من مساره وينصاع لتحقيق الحد الأدنى لمطالب الجماهير ومن ورائها القوى الوطنية المعارضة، وبالتوازي مع ذلك نبدأ مرحلة بناء حقيقي لمعارضة جادة على الأرض وسط الناس ليكون امام هذا الشعب البديل القوي لإزاحة الإخوان من السلطة عبر صندوق الإنتخابات. نحن أقوى.. وأكثر عدداً.. إلا أننا كمن تشتت بهم السبُل.

الفقير والأمي في هذا البلد، لن تفلح معه أسلحة الزيت والسكر والدغدغة على مشاعره الدينية أكثر من ذلك، لكنه رغك ذلك سيظل أسيرها لعدم وجود البديل الذي يقنعه بجدوى التغيير طالما نناضل بالشعارات ومن المكاتب المكيفه والانترنت.. فلنربط كل ذلك في منظومة واحدة تصب في نهاية المطاف في الشارع.. حينها نستطيع أن نقول: إننا على الطريق الصحيح.

1 تعليقات القراء:

أحلى حاجة دوت كوم يقول...

ربما كانت هذه هي زيارتي الأولي لهذه المدونة .. ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة
فالمرء يقابل أحياناً من يظن في نفسه القدرة على التدوين .. وهم كثير
ولكنه يأتي عليه يوم - مثل هذا اليوم - يقابل فيه من يلتهم كلماتهم المكتوبة التهاماً
شكراً لك على العرض الرائع :)

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting