أحداث 24 ساعة

المعونة اﻷمريكية.. من دقنه وافتله




لا شك ان أي دولة نامية دائمًا، ما تتلقي المعونات اﻹقتصادية من الدول الغنية. وفي غالب اﻷحوال، تشترط الدولة المانحة على المتلقية للمعونة، شروطاً معينه.. بالطبع تصب في خدمة مصالحها أولاً. هذا اﻷمر ينطبق أيضاً على حالة مصر من المعونة اﻷمريكية. والبداية كانت، بعدما فكر الرئيس السادات تحويل دفة السياسة الخارجية لمصر نحو الولايات المتحدة سنة 1975 في أعقاب قراري فك الإشتباك الأول والثاني مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر. وتوضطدت العلاقات المصرية- الأمريكية في السياسة واﻹقتصاد وبلغت ذروتها بعد توقيع معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني، ومعها زادت المعونة اﻷمريكية واتضحت معالمها وأهدافها.

فحجم المعونات التي تلقتها مصر من الولايات المتحدة، بلغت مايقرب من 25 مليار دولار، توزعت بين معونه عسكرية شبه ثابته، واخرى موزعه على قطاعات مختلفة. وحسب تقرير لوزارة التخطيط، لم تستفد مصر إقتصادياً من المعونة إلا في حدود 40% فقط أي 10 مليار دولار تقريباً طوال مايزيد عن ربع قرن. أما باقي المعونة، فيذهب - حسب إشتراط أمريكا- إلى دعم الصناعة والزراعة اﻷمريكية، من خلال إستيراد سلع وخدمات واﻹستعانة بخبراء أمريكيين في شتى المجالات الصناعيه والزراعية وغيرها. لا نستطيع إنكار ماساعدت به أموال المعونة اﻷمريكية في إقامة بعض مشروعات البنية اﻷساسية، لكن العائد الذي عاد على مصر منها، لايقارن بالتكلفة المدفوعة من جانب القاهرة في المجالين السياسي والإقتصادي والعسكري لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.

والمعونة، كانت تشكل دائماً إحدى أهم نقاط الضعف في علاقة مصر بأمريكا. والأخيرة دائماً ما قوضت السياسة المصرية وأرهبت النظام المخلوع لخدمة مصالحها في المنطقة مقابل حفنة دولارات أضرت مصر أكثر ما نفعتها. فالولايات المتحدة اﻵن ليست من القوة اﻹقتصادية التي تستطيع اﻹستمرار في اﻹلتزام بالمعونة إلا ﻷغراض غير بريئة. فهذا البلد الذي يبدو لنا عملاقاً- كما في السابق- صاحب أكبر مديونية في التاريخ. فاﻹقتصاد اﻷمريكي عالي اﻹستهلاك و يعاني اختلالات هيكيلية مزمنة، وتستدين الدولة سنويا مايزيد عن 700 مليار دولار. إذن فالمعونة التي تمنحها لمصر، غرضها بالأساس سياسي لتقويض مصر في المنطقة، وآخر إقتصادي لصالح المنتج والمستثمر اﻷمريكي. وبحسب رأي بعض الخبراء الإقتصاديين، فإن الإقتصاد المصري ليس في حاجة ماسة للمعونة اﻷمريكية، خاصة وأنها لا تمثل سوى 3% من الناتج القومي تقريباً. كما يمكن تعويض مايقابلها من مصادر بديلة.

فعلى سبيل المثال، إذا خلصت اﻹرادة السياسية لحاكم مصر القادم بالتمهيد ﻹكتفاء مصر ذاتياً من القمح، سنحقق هدفين بضربة واحدة. اﻷول، يتمثل في إستئثار مصر بقرارها بحرية في المجال الدولي بعيداً عن الضغوط اﻷمريكية بورقة اﻷمن الغذائي ممثلة في إجبارنا على إستيراد القمح اﻷمريكي. الثاني، توفير مليارات الدولارات على خزينة الدولة، والتي كانت تذهب لدعم المزارع اﻷمريكي. وكأن ماتدفعه أمريكا لمصر بيمينها، تأخذه بيدها اﻷخرى، فنحن أمام المثل الشعبي الذي يقول: من دقنه وافتل له.!

ومن البدائل اﻷخرى التي يمكننا بها تعويض قيمة هذه المعونة في حال الاستغناء عنها، هو فسخ عقود تصدير الغاز ﻹسرائيل أو تخييرها بإعادة التعاقد بالسعر العالمي، عندها ستدخل خزينة الدولة عدة مليارات تعوض من فروق اﻷسعار. كل هذه أطروحات لمناقشة جادة للإستغناء عن المعونة اﻷمريكية، خاصة وأن اﻷمر أحياناً لا يخلو من مس الكرامة، خاصة عندما صرح أمس الثلاثاء 24 أغسطس الجاري، إيريك كانتور زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بضرورة الربط بين المساعدات الأمريكية وإلتزام مصر بالسلام مع إسرائيل. وكأن هذا السلام يجب أن يصب أولاً في مصلحة أمريكا وليس مصر. إن هذا الوضع المشين، آن له أن يوضع له حد، خاصة وأن أمريكا اﻵن ليست بالقوة التي تزعمها، ولا نحن بالضعف والخذلان الذي أقنعنا به مبارك وعصابته.

وإلى لقاء جديد إن شاء الله

11 تعليقات القراء:

r يقول...

مصر لن تقوم لها قومه اذا ظلت المعونه دى هى الحبل اللى بيخنق اقتصادها الاقتصاد القوى او حتى الاكتفاء الذاتى من وجهه نظرى هو من يقوى السياسه داخليا وخارجيا والعكس بردوا ممكن جدا
والكرامه دى شئ اساسى المفروض فى السياسه الخارجيه كفايه ذل بقى

اتمنى نظام مبارك بكل سياساته يسقط
ربنا يسهل

Unknown يقول...

يسلم القلم اللى كتب
ياقلم ذهب أصلى عيار45
فعلا من الممكن التخلص من
المعونة وأشتراطاتها بـشرط
إخلاص النية لخدمة مصر كل مصر
وليس خدمة فرد وحـاشية من
المنافقين والمسترزقين

قلم رصاص يقول...

بسنت

كتير من الاقتصاديين والمثقفين في السنوات الماضيه، بحت أصواتهم من القول بذلك. لكن هيهات هيهات لما كانوا به ينادون. النظام الفاسد كان واخدها سبوبه للهضوع لرغبة امريكا سياسيا واقتصاديا على حساب أبناء الوطن

نظام مبارك بالفعل لم يسقط بعد، لكن ان شاء الله في طريقة الى الزوال مع الوقت جراء ما تلقاه من ضربة قاضيه خلعت رأسه وأهم أركانه

ربنا يسهل
:)

قلم رصاص يقول...

Norahaty

شكرا جزيلا يادكتوره على الكلمات العظره والتشجيع الدائم

جزاكم الله خيرا
وكل سنه وحضرتك طيبه
:)

محمد ملوك يقول...

بمناسبة عيد الفطر المبارك
اتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات والأمنيات السعيدة
أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير و اليمن و البركة
وكل عام وانتم بالف خير

قلم رصاص يقول...

جايدا العزايزي

محمد ملوك

وانتم بخير وربنا يكرمكم وشكرا على المرور الجميل والتعليق الرائع

عيد سعيد عليكم وعلى كل اﻷمة الاسلامية
:))

Beram ElMasry يقول...

اخي وصديق لم رصاص
حدود سعادتي تفوق حدود سعاده اب عاد اليه ولده بعد طول غياب فاهلا ومرحبا بالحبيب الغالي وكل عام وانت في صحه وسعاده وتحيه وسلام

قلم رصاص يقول...

عمنا بيرم

ياااااااه على ردك الرائع دا ياعمنا والله. والله كلامك غمرني بالسعادة.. جزاك الله كل خير
ودايما منورني ومنور بلوجر كله
دمت مبدعا ومتألقا وادعو الله لك بموفور الصحه
:)

غير معرف يقول...

اﻷسرار الكاملة لعلاقة مبارك وسوزان بالمشير وقيادات المجلس العسكري.. مفاجأت كبيره ستقلب اﻷوضاع رأسا على عقب
للاضطلاع على الملف كاملا يمكنكم ذلك من خلال الوصلة التالية
http://goo.gl/l6nBD

غير معرف يقول...

اﻷسرار الكاملة لعلاقة مبارك وسوزان بالمشير وقيادات المجلس العسكري.. مفاجأت كبيره ستقلب اﻷوضاع رأسا على عقب
للاضطلاع على الملف كاملا يمكنكم ذلك من خلال الوصلة التالية
http://cutt.us/7bI

Unknown يقول...

لافض فوك يا ولدى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting