يبدو أن التناقض بين أحلام ورغبات الإنسان.. وبين مايقدمه على أرض الواقع بعدما يتقلد السلطة وتصبح بيده مقاليد الأمور، هي السمة الرئيسية لحكومة الدكتور عصام شرف، الذي تحمسنا وما زلنا له متحمسين. والحقيقة أن هذا الوضع ليس جديداً، وأعتبره مألوفاً.. فدائماً المثقف ينشُد المُطلق، أما السياسي والبيروقراطي فيسعى فقط لتحقيق الممكن.
لكني أستطيع تصور ذلك في مجتمع جامد، وغير قابل للحياة والتجديد. أما بعد أن قامت ثورة 25 يناير 2011م، والتي جددت دماء مصر بتخليصها من رؤوس الفساد، مع التنبيه على أن عمليات التطهير مازالت جارية، أتعجب كثيراً من إستمرار أسلوب ومنهج إختيار المحافظين كما كان يحدث في العهد الماضي تماماً.. وكأن شيئاً لم يحدث.
إن هدفنا كمصريين وتطلعنا نحو الدولة المدنية الحقيقية، لايقف فقط عند إختيارنا لرئيس مدني.. وإنما ينسحب أيضاً على ضرورة تخليص المجتمع من حكم العسكر. فلا يستقيم التمادي في تبني نفس السياسة التي كبدت الدولة الكثير من الخسائر الإجتماعية والإقتصادية، على إعتبار أنها إخطاء غير مقصودة.
فالنظام السابق، كان يكافئ الجنرالات المتقاعدين- من المؤسستين العسكرية والأمنية- بتعيينهم على رأس المحافظات ومجالس المدن والأحياء والعديد من مواقع الإنتاج، وغيرها من الأماكن التي لاتمت بصلة لمؤهلاتهم ولاخبراتهم. فكان لذلك إنعكاسات سلبية عديدة، أهمها من وجهة نظري، جانبين:
الأول- إحتقان في الشارع المصري؛ نتيجة هذه الظاهرة التي يمكن أن نطلق عليها " عسكرة مجتمع الحياة المدنية ". وذلك لإفتقاد هذه النوعية من الشخصيات والكوادر لكيمياء التواصل مع الناس؛ ويرجع ذلك لما تعودوا عليه طوال حياتهم المهنية من الحزم وإطاعة الأوامر دون أي نقاش.
الثاني- تكبيد الدولة خسائر كبيرة، بوأد فرص الأجيال الجديدة من ذوي الكفاءات الملائمة والأعمار السنية المعقولة، لتولي مناصب الإدارة العليا في البلاد- كما فعلت الصين على سبيل المثال- بما يُعد نفقة فرصة بديلة كما تعلمنا في الإقتصاد.
لابد أن يغير رجل السلطة في مصر من نهجه ومنطقه، إذا كنا جادين بالفعل في التغيير الشامل والصحي للنهوض واللحاق بركب القوى الصاعدة على الساحة الدولية.
12 تعليقات القراء:
بصراحة انت عندك حق
بس يمكن العر الوحيد دلوقتى وفى ظل الظروف الضبابية
اعتقد انهم فىالحكومة اختاروا الطريق السهل اللى يخليهم يمشوا الحال دلوقتى .. لغاية ما البلد تستريح من الموجة اللى حصلت ..!!
لان اللى حصل بجد كتير وكمية الفساد تفوق الخيال .. وكله ممنهج ومنظم جددددددددددددا
كلنا مندهشين من اللي بيحصل والله يا أستاذ سيد
ولحد الان الناس شايطة من الاختيار العشوائي ده ف مقابل ناس تانية بتهدى ولسه لحد الان بتداري ف الواضح الجلي
مفيش تخصص حتى عند الكبار :)
طرح .. إبداااع
بارك الرحمن خطاك
صح الصح كفايانا 6 عقود عسكريين خلونا نجرب يا ناس ولو منفعناش احكمونا عسكر تاني
أنا شايفة ان الحل الوحيد دلوقتي هو ان اختيار المحافظين يبقي بالانتخاب
Ahmed Rady
يمكن العذر للحكومة دلوقتي فعلا هو كثرة الضغوط..ورغم معرفتي بكدا الا اني كتبت هذا الكلام كنوع مثلا من دق ناقوس الخطر باستمرار هذا الوضع السيئ
شكرا أستاذ أحمد على مرور وتعليقك
:)
تخايف مترجمة
أنا مندهش إذاً أنا موجود
دا فعلا أستاذة سحر..
صحيح هناك حاجات تنفع تتم وتتحقق بدون انتظار ويمكن اسلوب اختيار المحافظين منهم، لكن زي ماقلت في الرد السابق ان العذر الوحيد ضيق الوقت مع كثرة الضغوط اللي خالق نوع من البلبلة.
لكن اللي حبيت اقوله انه لازم يكون فيه خطه بعيدة المدى، بحيث يتم اتخاد القرارات كجزء منها وبإستمرار ومتتوقفش على شخص حد كما كان يحدث في الماضي.
على سبيل المثال، كان كل وزير يجي بأجندته الخاصة ويغير سياسات السابق عليه.
شكرا لمرورك وتعليقك
:)
كلمات من نور
تفتكري حضرتك هيسمعوا كلامي؟!
هههههههه
انا متفائل على كل الأصعده بردو
وان شاء الله طالما رياح التغيير جت تبقى مسألة وقت مش اكتر
شكرا جزيلا على المرور والتعليق
آيــــه
أتفق تماما مع حضرتك في النقطة دي جدا؛ لأنه معمول بيه في معظم دول العالم ومنها بلاد نامية.وان شاء الله هو اللي هايكون عندنا ..لكن انا شايف انها متنفعش دلوقت على الاقل قبل انتخابات البرلمان والرئاسة الجايين ان شاء الله.
عما تدور عجلةالديمقراطية بنوع من الدينيماكية عشان متكونش تقليعه وفرحانين بيها لمجرد التجربه.اتمنى انها تكون نممط حياه كاملة ان شاء الله.
شكرا لمرور حضرتك وتعليقك
:)
تمام
كلامك تمام
و أعتقد ان الحل فعلا يكون بالانتخاب فى كل السلطات
لكن المشكلة حاليا-فى نظرى- ان اتخاذ القرار مش واضح
احنا بنقوم على قرارات دون حتى استشارة
و دا يمكن لان حال البلد عاوز كدا حاليا
و الناس يتتمادى لان المعظم بيدور على مصلحته الشخصية
لكن أعتقد ان حتى دى لا تكفى سبب لكى يستأثر احد باتخاذ القرار
فى انتظار ما ستسفر عنه الايام المقبلة
Soul.o0o.Whisper
الوصول لاختيار القيادات العليا في الدولة بالانتخاب دا هدف يجب أن نسعى لتحقيقه بشتى السبل. لكن اعتقد انه مش مناسب في الظروف الحاليه حتى تستقر الأوضاع نوعا ما عشان نرشد خياراتنا بشكل سليم.
فعلا ليس أمامنا سوى انتظار ماسيحدث ان شاء الله
:)
الفتره الانتقاليه دي غبيه وممله اصلا وربنا يستر وتعدي على خير
تحياتي
بدعو حضرتك لدورة التدوين الإلكترونى المجانية وبدعوك للمشاركة معنا يمكنك رؤية التفاصيل من هنا http://mytadwen.blogspot.com/
إرسال تعليق