الرجل المناسب في الوقت المناسب

هل حقا يمكن أن يصبح الدكتور محمد البرادعي رئيسا لمصر في 2011 ؟!

ولما لا ؟!

فنحن الأن في مأزق سياسي حقيقي ..الرئيس مبارك تقدم به العمر وأصبح لايستطيع بالفعل من الناحية الواقعية قيادة البلاد لفترة قادمه .. إلا إذا فرط في صلاحياته الرئاسية علنا لمن يقع عليه اختياره من حاشية نظامه مع بقاءه في الصورة رئيسا كما هو!

وهناك شواهد تدل بقوة على نية النظام توريث الحكم بما له وماعليه الى نجل الرئيس جمال ..وسواء اتفقنا أم اختلفنا على شخص جمال مبارك.. فالمشكلة في رأيي الشخصي تكمن في نفي كبار مسئولي  الدولة وعلى رأسهم الرئيس ونجله هذا الطرح .. وفي مناسبات عديدة.

في حين نجد النظام نفسه وبحزبه الوطني يسربون وبقوة نية دفع جمال مبارك الى سدة الحكم تحت ستار انتخابات يعلم الجميع أبعاد ماسيتم فيها .. أي أننا أمام موقفــــــــــين متناقضين .. نفي نية الترشح .. وفي ذات الوقت التحضير والترتيب للوضع المنفي بقوة

الأدهى في رأيي الشخصي أن بعض قيادات النظام والحزب يعلمون أن الموضوع يشغل بال الناس هذه الأيام بشكل كبير جدا. ومع ذلك هم ينفون ذلك ويؤكدون أن انتخابات الرئاسة المصرية القادمه لاتعني أي أحد من المواطنين وأن كل هذه الزوبعه مفتعله من بعض قوى المعارضه والعناصر المدعومه من الخارج بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي.. والحقيقة هم يقصدون استقرار وضعهم وليس الوضع المصري بشكل عام!

                            

وانا رأيي أن هذه كارثه ..طب لما الناس لايعنيها اهم حدث سياسي سيأتي على البلاد في 2011 أي خلال سنة من الان ..إذن ماهو الدورالذي يلعبه الحزب الوطني في الحياه السياسية المصرية وباعتباره حزب الأغلبيه الحاكم ..الحزب ده بيشتغل ايه بالظبط في البلد لما قياداته المعتوهه ذهنينا تطلع علينا بهذه التصريحات المستفزة ..ولكن سبحان الله رغم ذلك ، هم خير من عبرعن حقيقة وضعهم الحزبي البائس.

نرجع لموضوعنا الأساسي وهو انتخابات الرئاسة

دائما مايتحجج المحسوبين على الحزب الوطني والنظام أنه حتى الأن لايوجد أفضل من جمال مبارك للمنصب وأنه الأكثر خبرة من أي أحد  يمكن التفكير في الدخول

أمامه باعتباره متربي في المطبخ السياسي وصنع اتخاذ القرار .. وبعض الأغبياء يقولون : انه بيتكلم انجليزي كويس اوي .. وبيعتبر ان دي ميزة ومعيارللتقييم!!!

افتقاد الساحة للبديل القوي حتى وقت قريب جعل البعض يرى أنه فعلا لايوجد أفضل من جمال مبارك للمرحلة القادمه باعتباره أقوى إسم مطروح .. لكن بعد طرح اسم عمرو موسى من بعيد تغيرت الصورة نسبيا واصبح لدينا أمل في التغيير مع تحفظات البعض على سن عمرو موسى، وبعض مواقفه.

وكنت في نفسي أمل أن يفكر بجدية الدكتور البرادعي في انتخابات الرئاسة لأنه الأفضل على الاطلاق .. وبالفعل فعلها الرجل وفجر مفاجأه من العيار الثقيل جدا عندما أعلن عن نيته خوض انتخابات الرئاسة القادمة اذا تم احاطتها بالنزاهه والشفافية .. وقوبل تصريح البرادعي بارتياح شديد جدا ..وأمل عارم من جانب النخبه المصرية وصفوة المثقفين بل والناس البسطاء ..وقوبل أيضا بانزعاج شديد من جانب الحزب الوطني وقلق وارتباك لايمكن اخفاؤه على وجهوهم وتصريحاتهم بل وتصرفاتهم وكأن يوم القيامة قرب!

والدكتور البرادعي رجلا غنيا عن التعريف للقاصي والداني .. يعرفه الجميع .. ويعرف من يكون ومن أين أتى وماذا فعل لخدمة بلاده .

أظن أن الرئيس  يتمنى الخير للبلاد والعباد ..وأظن كمان انه يتمنى رئيسا قويا-نيتي طيبة- لمصر.. يحافظ عليها وعلى مركزها في الشرق الأوسط !

وانا أشعر مجرد شعور انساني انقله لكم الان بدون تحوير ولاتدوير ، أن جمال مبارك فارض نفسه على والده الرئيس ..وأن الرئيس في قرارة نفسه لايريد نجـــــــله رئيسا لمصر..ويتمنى ان يجد رجلا قويا بحجم البرادعي يوكل اليه مهمة انتقال  سِلمي للسلطة من خلال انتخابات حتى لو كانت غير نزيهه. لكن يبدو ان العند سمة مسيطرة على الرجل، بما يرهن مصير أمة كاملة بمزاج هذا الرجل.

ولذلك ومن هنا أتمنى أن يضع الرئيس مبارك عودة رجل بحجم محمد البرادعي للوطن بعد انتهاء ولايته كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، في اعتباره وأن يعطيه الفرصه كاملة لإثبات نفسه وألا يسمح لنظامه وحزبه الحاكم بوضع العراقيل أمام امكانية وصول الرجل لقيادة مصر الفترة القادمة.. وذلك إن كانت هناك نية حقيقية من جانبه للحفاظ على مستقبل الدولة المصرية.

ولكن على الجانب الاخر ، يجب على الدكتور البرادعي ان يعد العدة من الأن .. فهو مطالب بالحصول على موافقة 250 عضوا من اعضاء البرلمان بمجلسيه الشعب والشورى والمجالس النيابية المحلية وذلك للترشيح كمستقل..اعلم ان الحزب الوطني سيحاول بقوة التصدي له وسيضيق عليه فرصة الحصول على هذه الموافقات !

من هنا فليس أمام الرجل سوى الانتماء لأحد الأحزاب السياسية الموجودة والعضوية في هيئتها العليا حتى يكون موقفه القانوني والدستوري سليما كي يكون بمنأي عن دعاوى المحبطين لهذه الفرصه الذهبيه .

وأنا شايف ان حزب الوفد هو أكثر الأحزاب السياسية الموجودة الأن يمكنها ترشيح البرادعي من داخلها .. وذلك بصرف النظر عن وضع الحزب الآن ودوره المتراجع جدا في الحياه السياسية المصرية .. فكلكم تعلمون جيدا ان الحزب الوطني هو اللي مضيق الخناق على جميع القوى الوطنيه وعلى رأسها حزب الوفد .. وانا رأيي ان حزب الوفد الأفضل لأسباب متعددة اهمها انه حزبا ليبراليا حقيقيا له جذور وطنيه ضاربه في التاريخ .. ويمكنه من خلال شخصية قوية كالدكتور البرادعي ان يعود  من جديد لقيادة مصر في هذه المرحلة على الأقل.

أتمنى ان يحدث ذلك السيناريو او شيئا قريبا منه..لكسر حاجز الصمت والملل السياسي اللي احنا عايشينه .. واحد زي البرادعي لو محسش بجد برغبة الناس كلها في ترشيحه للرئاسة ..فرص نجاحه هتكون ضعيفه جدا.

أي فكرة بتبدأ دايما بحلم ...........

وأنا رأيي أن الأحلام وقود النجاح .................

اعذروني على الاطالة .............

لكن كان لازم اتكلم .................................

ولو بطلت اتكلم هموت .............

تقبلوا تحيتي

قلم رصاص