تعاطف مع الدم دون التغطية على الفشل والكذب.!

مضطر أعذرك في تعاطفك مع الناس اللي ماتت من الإخوان، زي ما انت مطالب تعذر أي حد عن أي نقطة دم بتسيل هنا أو هناك.. فالدم المصري كله واحد.. ومش كل شوية هانغكر بعض بكده.!

لكني غير مضطر بأي حال من الأحوال إني أتصالح مع إستخدامك للتعاطف ده للتغطية على الفشل والكدب وكل العبر اللي في الإخوان.. وغالبا انت عارفها، لمجرد حالة من النرجسية مسيطرة عليك بتقولك دايما إنك صاحب رأي انت كمان ولازم تختلف وتظيط في الظيطه عشان تثبت انك كده.

أنا من الناس اللي أحسنوا النيه_رغم مقطاعتي للجولة التانيه في الرئاسه_ بالإخوان ومرسي، من باب انهم ناس صدروا أنفسهم للحديث بإسم الإسلام وهايتقوا الله فينا.. لكن أما وأن الـ 50%+1 من الشعب ده أوصلوا الإخوان لأعلى مراتب السلطة في الدولة المصرية.. فأثبتوا منذ اليوم الأول عن طريق مندوبهم في الرئاسة فشلهم الذريع بكل جدارة في الحفاظ على تماسك المجتمع داخليا وأهدروا صورتنا وأضعفوا قوتنا الناعمه خارجيا.. ودللوا مرارات وتكرارا على شهوتهم بالسلطه وإفتقادهم لكل مقومات النجاح في الإدارة والرؤية والخيال السياسي وافتضاح أمرهم في امتلاك ما أسموه لا مؤاخذه مشروع النهضه.. ناهيك عن الازمات الطاحنه عبر كل مستويات المعيشة اليومين للمواطن، فاضطررت بوازع الضمير التخلي عن حسن النيه تجاهم.

الشعب ينتخب مدراء يسهرون على راحته وتلبية إحتياجاته الأساسية، ولا ينتخب دعاه للوعظ والإرشاد.. فصدق الرسول الكريم حين قال: أنتم أعلم بشئون دنياكم.

لذا فالفشل ينسب للبشر وليس للدين، من هنا فمن يحكمون الآن عندما يخطئون_وهم بالطبع يخطئون ولهم أخطاء كبيرة_ يحاسبون بآليات الحكم بين الحكم والمحكوم.. حتى نبعد الدين عن هذا الصراع اليومي.

أرجوك لا تتخلى عن تعاطفك مع الدم.. هنا أو هناك، فهذا حقك الإنساني المطلق، لكن لا تخلط الأوراق وتدفع هذا التعاطف المشروع ثمنا لحماقات هؤلاء الذين تقلدوا مفاتيح السلطة وتجرعت بلدنا في عهدهم كأس المرارة من أزماتهم مع طوب الأرض.. حتى مع أقرب حلفائهم المفترضين، نتيجة سوء النية والإدارة والسعي الجامح نحو السلطه متجاهلين الغليان في قاعدة الهرم حتى أتى اليوم وأحرقهم.