أحداث 24 ساعة

من يحمي البلطجية في مصر؟!!!




      إلى المجلس العسكري: إختلف مع الإخوان.. إختلف مع السلفيين.. إختلف مع الليبراليين.. إختلف مع من تريد أن تختلف.. خـَّونْ ثم اندم  أو لا تندم على ما فعلت.. لكن لا تقتل بدم بارد.. لا تشرف على القتل والسحل والتعذيب.. لا تقف كالمتفرج على من يقتلون ويسحلون ويعذبون. وإلى كل المصريين: لم يعد هناك معنى لتبادل الإتهامات, مصر في خطر حقيقي مالم يكف الجميع عن إلقاء اللوم على الآخر, خلافك وخلاف تيارك الفكري مع التيارات الأخرى هو خلاف سياسي, لكن كلنا بلا إستثناء خلافنا مع العسكر بعد كل الأخطاء وسوء النوايا, هو خلاف وجودي, فمصر لم تعد تتحمل الحكم العسكري بشرعية يوليو 52 في هذا الزمن. وللمرة تلو الأخرى يجب أن يدرك  المصريون أن الشعب والجيش إيد واحدة.. لكن أبدا لن يكون الشعب والمجلس العسكري إيد واحدة. فالجيش شيئ, والمجلس شيئاً آخر. ولولا الثورة لكان مبارك بإستطاعته تغييرهم كيفما شاء.. ووقتما شاء.. دون وازع من رقيب أو ضمير, وهم إرتضوا ﻷنفسهم هذا الدور وشهدوا فساده وفساد نظامه بأم أعينهم ولم يكن يجرؤ أحدهم على فعل أي شيئ, هذا على فرض عدم ضلوعهم في الفساد. فلو كانوا بالفعل مع الثورة, لبادروا بإنقلاب عسكري على مبارك منذ سنوات طويلة. إذن خدعوك فقالوا: حموا الثورة.


      لم يكن في حسبان أحدا  إلا القليل من غير جبهة الشيخ حازم أبو إسماعيل حتى لحظات إعلان قرار إقصاؤه عن الإنتخابات الرئاسية, أن يُحدث صداما جديدا مع المجلس العسكري, خاصة وأن الإنتخابات على الأبواب. فلنكن صرحاء مع أنفسنا, الجميع إستسلم لإستقبال الإنتخابات وبدأ كل يروج لمرشحه حسب ما يراه مناسبا للحظة التاريخية. فرغم أن كل المعترضين على بقاء العسكر حتى نهاية يونيو_ وأنا واحدا منهم_ مازالوا معترضين على بقاؤه إلا أن تجدد الأحداث واحدا تلوا آخر للإلهاء عما سبقه.. وعن قضايا أهم ككتابة الدستور وغيرها, جعل الفترة المتبقية على موعد تسليم السلطة في نهاية يونيو يقترب ويقترب دون أن ندري.. وأصبح الجميع على مشارف إنتخابات الرئاسة. وبالتالي، كنت أرصد شبه إتفاق جمعي في عقول المصريين على ضرورة الإستسلام للفترة القصيرة المتبقية على موعد إنتخابات الرئاسة, ﻷنها بإختصار تعني رئيسا جديدا ثم تسليم العسكر للسلطة والعودة للثكنات.. ثم التفرغ لكتابة الدستور الجديد وتنطلق بعدها المسيرة ﻹستكمال أهداف الثورة التي ضلت طريقها منذ 11فبراير 2011 دون أي إنجاز يذكر. أقول كل هذا, ورغم مَواَطِن الخلاف السياسي كمواطن مع تيارات بعينها- وهو من حقي وحق لغيري بالطبع- إلا أنني وكل مصري لا نقبل أن يكون التعامل مع أي متظاهر سلمي أو حتى غير سلمي بالعنف. فإذا كان العنف وسيلة لمواجهة العنف, إذن لا تحدثني إلا عن فوضى. المجلس العسكري يتحمل بشكل مباشر مسئولية ما حدث للمصريين، مهما كانت إنتمائاتهم السياسية أو الفكرية، في العباسية ومحيط وزارة الدفاع. فإطلاق البلطجية يقتلون ويعذبون ويسحلون ويمثلون بأبناء مصر مسئولية المجلس العسكري، إما بالتواطؤ أو التباطؤ. فمن يحمي البلطجية إذن في مصر؟!!!

0 تعليقات القراء:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting